Slider

الروبوتات والذكاء الاصطناعي يدفعان بعجلة نمو الاقتصاد الصيني

الاتحاد الاماراتية

حسونة الطيب (أبوظبي)

تبذل الصين جهوداً مقدرة لدمج الروبوتات والذكاء الاصطناعي في قطاعات تشمل المصانع والشركات والخدمات، ما يسهم في دفع عجلة نمو اقتصاد البلاد والنهوض بمعدلات الإنتاجية، والتقليل من الاعتماد

على العمالة البشرية، خاصة في ظل انخفاض عدد من هم في سن العمل.
وتشكل الروبوتات في الوقت الحالي قوة عمل أساسية في مصانع السيارات والإلكترونيات، حيث تقوم بمهام كانت تتطلب آلاف العاملين في وقت ارتفعت فيه تكلفة العمالة وتراجعت أعداد الشباب.

ويعتبر الذكاء الاصطناعي بمثابة شريان الحياة الذي يتصدى لهذه المخاطر التي تحدق بالاقتصاد الصيني، من خلال السرعة في إنتاج، وشحن السلع، وتقليل التكلفة وعدد العاملين.
وفي واحد من الموانئ الكبيرة في الصين، تعمل شاحنات ذاتية القيادة في تحميل الحاويات، في حين يتم وضع جدول عمل الميناء بالذكاء الاصطناعي.
وفي باوستيل واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في إنتاج الحديد، توصلت الشركة من مقرها في شنغهاي لنحو 125 استخدام للذكاء الاصطناعي عند نهاية عام 2024 وفي طريقها للوصول للعدد ألف.
وبلغ عدد الروبوتات العاملة في المصانع في الصين، نحو 295 ألف في العام الماضي، ما يساوي 9 أضعاف العدد في أميركا وأكثر من العدد المستخدم في العالم ككل، بحسب الاتحاد الدولي للروبوتات. وفي عام 2024، تجاوز عدد الروبوتات العاملة في الصين، 2 مليون، أكثر من أي بلد أخر في العالم. ومن بين 131 موقعاً صناعياً حول العالم معترفاً به من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي، يتميز بالمقدرة على زيادة الإنتاج باستخدام أكثر التقنيات تطوراً مثل الذكاء الاصطناعي، 45 منها في الصين، بينما 3 فقط في أميركا.
لا يقتصر استخدام الروبوتات في الصين على المصانع، بل تدخل أيضاً في المطاعم والفنادق والمستشفيات ومراكز خدمة العملاء والمستودعات والخدمات اللوجستية. وتعكف الحكومة الصينية في الوقت الحالي، على وضع خطط ضخمة لتعزيز الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، بجانب تقديم الدعم المباشر للشركات والمصانع التي تعتمد على الروبوتات.
ولترسيخ تأثيرها العالمي، تولي الصين اهتماماً كبيراً لقطاع الصناعة، الذي يشكل 25% من القيمة المضافة للناتج المحلي الإجمالي، النسبة التي تتجاوز المتوسط العالمي.
ومن بين التحديات التي تواجه أتمتة قطاع الصناعة الصيني، استحواذ الذكاء الاصطناعي على المزيد من الوظائف، ما يزيد من نسبة البطالة في البلاد. لكن يراهن صناع القرار في الصين، على أن يعوض تضاؤل عدد السكان الذي من المتوقع أن يتقلص بنحو 200 مليون في غضون الثلاثة عقود المقبلة، انخفاض الوظائف في المصانع مع انتعاش الإنتاجية بدون ارتفاع معدلات البطالة.
وفي ظل توقع الشركات لفقدان بعض الوظائف منخفضة المهارة، يترتب على هذه الشركات، تدريب العاملين على تشغيل الروبوتات بدلاً من الاستعانة بهم في الأعمال اليدوية. وكشفت الصين، قبل سنوات عدة، عن أن النقص في العمال المهرة في قطاعات الصناعة الأساسية، ربما يناهز 30 مليوناً خلال عام 2025.
ويؤكد الاتحاد الدولي للروبوتات بأن الصين أكبر مستخدم ومصنع للروبوتات في العالم، حيث تمتلك أعلى معدل تركيب روبوتات صناعية عالمياً، فضلاً عن ضخها مليارات الدولارات في قطاع الروبوتات المحلي لتقليل الاعتماد على الشركات الأجنبية.
وتخطط الصين لإعادة تشكيل اقتصادها بالكامل، من خلال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.


طباعة   البريد الإلكتروني