Slider

أبوظبي منافس عالمي في سوق الفعاليات الكبرى

الاتحاد الاماراتية

دبي (الاتحاد)

تتصدّر دولة الإمارات مشهد انتعاش سوق الفعاليات والمعارض في منطقة الشرق الأوسط، باستضافتها وتنظيمها لأحداث عالمية كبرى، أسهمت في ترسيخ مكانتها العالمية كوجهة رئيسة للسياحة والأعمال والترفية، وفقاً لتقرير صادر عن سوق السفر العربي، والذي استند إلى نتائج مناقشات جرت على هامش الدورة الأخيرة للمعرض.
وأكد خبراء في قطاع السياحة والفعاليات في الإمارات والمنطقة، أهمية الفعاليات الكبرى في ترسيخ مكانة الوجهة، لافتين إلى بروز أبوظبي كوجهة عالمية رائدة في صناعة الفعاليات الكبري، باستضافتها سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا1 في أبوظبي، والتي تُعد من أهم البطولات العالمية، التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات، وفعاليات دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA)، إلى جانب تزايد عدد بطولات الجولف الدولية في جميع أنحاء الإمارات.
وقال الخبراء إن الفعاليات الكبرى تلعب دوراً محورياً في دفع عجلة السياحة الدولية وتسريع النمو الاقتصادي، متوقعين أن يصل حجم سوق الفعاليات والمعارض في دول مجلس التعاون الخليجي وحدها إلى 827 مليون دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.94%.
وأوضح هؤلاء أنه بعد النجاح العالمي الذي حققته فعاليات كبرى في الإمارات والمنطقة، والتي كان من أبرزها معرض إكسبو 2020 دبي وكأس العالم لكرة القدم قطر 2022، يتزايد الزخم في جميع أنحاء المنطقة مع استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034.
وناقش المشاركون في معرض سوق السفر العربي 2025 تطور هذه الفعاليات وتأثيرها، ومن بينهم خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وسيباستيان دوسين، نائب الرئيس الأول لخدمات السفر العالمية وإدارة الوجهات.
وناقشت الجلسة كيف أثبتت الأحداث والفعاليات الكبرى التي سميت بهذا الاسم بسبب قيمتها العالية وتكلفتها وتأثيرها، قدرتها على جذب ملايين الزوار الدوليين، وتعزيز إشغال الفنادق، وتحفيز نمو البنية التحتية، وتوليد وضع العلامة التجارية على المدى الطويل للوجهات المضيفة.
وأكد خالد جاسم المدفع على أهمية فهم القيمة الاستراتيجية طويلة المدى للفعاليات الكبرى، والتي تتجاوز مجرد المبيعات الفورية، قائلاً: «تتيح الفعاليات الكبرى للوجهة فرصةً لترسيخ مكانتها التجارية وتعزيز حضورها في بيئة عالمية تنافسية، حيث تلعب هذه الفعاليات دوراً حيوياً في دعم الأهداف الحكومية الأوسع، ولكن من الضروري الاستثمار في المنتج المناسب لوجهتك».
وأكد دوسين على أهمية الفعاليات الكبرى في ترسيخ مكانة الوجهة، مشيراً إلى بروز أبوظبي كوجهة عالمية بارزة في هذه الصناعة من خلال استضافتها سباق جائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا 1، وتزايد عدد بطولات الجولف الدولية في جميع أنحاء الإمارات، وإطلاق فعاليات دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA) في العاصمة.
وألقى تقرير اتجاهات السفر الصادر الصادر عن سوق السفر العربي الضوء على الجاذبية المتزايدة للترفيه الحيّ والرياضة في التأثير على قرارات السفر، حيث بيّن 50% من خبراء القطاع أن الفعاليات الترفيهية تُمثّل أهمّ فرصة لنموّ السياحة، في ظلّ ازدياد طلب المستهلكين على التجارب الشخصية والثقافية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
كما تسارعت وتيرة الجمع بين السفر التقليدي لأغراض الترفيه والأعمال، أو ما يُعرف بـ«البليجر»، مع تزايد العمل عن بُعد وتأشيرات العمل المرنة التي أتاحت للمزيد من الناس العيش والعمل في الخارج. وبناءً على ذلك، غالباً ما يمدد مسافرو الأعمال إقاماتهم في وجهات مختلفة، مما يخلق فرصاً جديدة في هذا القطاع سريع النمو.
وأبرز التقرير أيضاً أن فعاليات الأعمال تبرز كمحرك رئيسي لنمو السياحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مُكملةً قطاع الترفيه المزدهر في المنطقة، وقد بلغ حجم سفر الأعمال العالمي رقماً قياسياً بلغ 1.4 تريليون دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 2 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2030.
ويتمتع الشرق الأوسط بمكانة جيدة تؤهله للاستحواذ على حصة متنامية من هذه السوق المربحة، حيث سترتفع حصته من حوالي 2.5% في عام 2024 إلى أكثر من 3% بنهاية العقد، مدعوماً ببنية تحتية عالمية المستوى، وموقع استراتيجي، وجدول أعمال متنامي من الفعاليات البارزة.
وقالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: «مع استمرار اكتساب الفعاليات الكبرى مكانةً عالميةً بارزةً، أصبح دورها في رسم مستقبل السياحة، ودفع عجلة التنويع الاقتصادي، وتعزيز السمعة الدولية أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، حيث تتمتع منطقة الشرق الأوسط بفضل رؤيتها الاستراتيجية وبنيتها التحتية عالمية المستوى وتركيزها على الابتكار، بمكانة واعدة لقيادة العصر الجديد لسياحة الفعاليات العالمية».


طباعة   البريد الإلكتروني