الأخبار الإقتصادية

شاو تشنغ يختتم زيارة تاريخية إلى عدن.. برنامج دبلوماسي وتنموي يعزز الصداقة اليمنية الصينية

- لقاءات رفيعة المستوى تبحث الشراكة في الطاقة والبنية التحتية والزراعة والصحة

- عودة الاستثمارات الصينية وتفعيل المنطقة الحرة في صدارة المباحثات الاقتصادية

- تعاون استراتيجي في النفط والطاقة ومصافي عدن محور اهتمام الشركات الصينية

- ملفات الزراعة والنقل على طاولة الحوار.. إعفاء جمركي وتطوير الموانئ والمطارات

- 30 عامًا من الصداقة بين عدن والصين.. رسائل إنسانية وثقافية تعزز روابط الشعوب

في مشهد دبلوماسي وتنموي لافت، اختتم القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن تشاو تشنغ، زيارة تاريخية إلى العاصمة المؤقتة عدن، حملت رسائل سياسية واقتصادية وثقافية أكدت عمق الروابط بين البلدين، وعكست حرص بكين على توسيع حضورها في اليمن عبر شراكات استراتيجية شملت الطاقة، والبنية التحتية، والاقتصاد، والتعليم، والصحة، وعلى مدى أيام الزيارة، تنقّل السفير بين أروقة القصر الرئاسي ومكاتب الوزراء، وجاب المرافق الحكومية والمواقع السياحية، موثقًا بلقطاته لحظات اللقاءات والمشاهد الإنسانية، ليبعث من عدن رسائل ودّ وصداقة، مجددًا التأكيد على أن العلاقات اليمنية الصينية ماضية نحو آفاق أرحب من التعاون المشترك.

ترحيب رسمي وشعبي

الزيارة، التي امتدت لعدة أيام، جسّدت حضورًا صينيًا بارزًا في المشهد اليمني، وحملت رسائل سياسية وتنموية واضحة، عبّرت عن اهتمام بكين بتعزيز شراكاتها مع اليمن في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاقتصاد والأمن الغذائي، إلى جانب دعم القطاعات الخدمية، وسط ترحيب رسمي وشعبي واسع.

قمة قلعة صيرة

منذ اللحظة الأولى لوصوله، أطل القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن تشاو تشنغ، على متابعيه بمشهد بانورامي لمدينة عدن من قمة قلعة صيرة، مرفقًا تحيته: "مرحبًا من عدن"، إيذانًا ببدء جدول مزدحم باللقاءات مع قيادات الدولة وقطاعات الأعمال.

حلول لأزمة الطاقة

في قصر المعاشيق، التقى السفير تشاو تشنغ عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزُبيدي، وجرى بحث تعزيز الشراكة في مجالات الكهرباء والزراعة والصحة والبنية التحتية، مع التأكيد على أهمية الاستفادة من الخبرة الصينية في وضع حلول مستدامة لأزمة الطاقة.

عودة الاستثمارات

كما شملت لقاءاته محافظ محافظة عدن أحمد حامد لملس ووزير الكهرباء والطاقة المهندس مانع بن يمين، إذ تم تبادل الرؤى حول النهوض بقطاع الطاقة وتطوير شبكات التوزيع، قبل أن يلتقي وزير الصناعة والتجارة محمد الأشول لمناقشة عودة الاستثمارات الصينية وتفعيل المنطقة الحرة وتسهيل انسياب الصادرات اليمنية إلى الأسواق الصينية.

تعاون في النفط والطاقة

وفي لقاء موسع مع وزير النفط والمعادن الدكتور سعيد الشماسي، تم بحث فرص تطوير التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة، واستعراض الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة، وفي مقدمتها مذكرة التفاهم لعام 2014 والاتفاقية الإطارية مع شركة "سينوبك" لعام 2017، وأكد الوزير أهمية مصافي عدن كموقع استراتيجي لإمداد السفن العابرة في خليج عدن والبحر الأحمر، داعيًا الشركات الصينية للاستثمار في إعادة تأهيلها وتشغيلها وفق دراسات عالمية.

ملفات الزراعة والنقل

وفي سياق متصل، بحث السفير الصيني مع وكيل وزارة الثروة السمكية غازي لحمر تفعيل بروتوكولات التعاون، وإمكانية الاستفادة من الإعفاء الجمركي للمنتجات اليمنية في السوق الصينية، كما ناقش مع وزير النقل الدكتور عبدالسلام حُميد احتياجات الموانئ والمطارات والطرق، وفرص الاستفادة من الخبرات الصينية في إعادة تأهيل هذه المنشآت الحيوية.

رسائل من قلب البحر

لم تقتصر زيارة تشاو تشنغ على الطابع الرسمي، بل حملت أبعادًا ثقافية وإنسانية، حيث تجوّل في شواطئ عدن ونشر صورًا من شاطئ أبين مرفقة بتعليق: "البحر الشاسع يربط اليمن بالصين"، في رسالة رمزية تربط الجغرافيا بالتاريخ، كما نشر صورًا لشروق الشمس على بحر عدن، مؤكدًا أن المدينة تحمل فرصًا استثمارية وسياحية واعدة.

ختام بلقاء رفيع

في ختام الزيارة، استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور سالم بن بريك، السفير الصيني، وجرى استعراض حصيلة اللقاءات ومناقشة الخطوات العملية لتوسيع التعاون في مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة والطاقة، وتطوير الموانئ والمطارات، وتفعيل الاتفاقيات الزراعية والسمكية، وتعزيز الاستثمارات في المنطقة الحرة.

30 عامًا على الصداقة

كما نشر القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن تشاو تشنغ، صورًا مع أطفال قدّموا له باقة ورد في مشهد عبّر عن دفء المشاعر بين الشعبين، إلى جانب صور من شاطئ عدن وأبراج الصين، مرفقًا بعبارة: "نحتفل بمرور 30 عامًا على الصداقة بين عدن والصين".

مستقبل أكثر إشراقًا

غادر السفير تشاو تشنغ مطار عدن الدولي، ملوحًا برسالة وداعية مقتضبة، لكنها معبّرة: "سوف أرجع مرة أخرى قريبًا"، تاركًا انطباعات إيجابية عن انفتاح دبلوماسي وتنموي صيني يعيد التأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين اليمن والصين، ومجسدًا ملامح مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية، تمضي بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا يلبي طموحات الشعبين ويعكس تاريخ الصداقة العريق بينهما.