Slider

مؤتمر متخصص يؤكد أهمية مساهمة مجتمع الأعمال في المعونات الإنسانية

وكالة أنباء الإمارات

الشارقة في 29 مايو / وام / اجتمعت نخبة من قادة القطاعات الإنسانية والقائمة على أزمة المناخ لعقد مؤتمر بعنوان "قضية حرجة لا تحتمل الخسارة – سد النقص في تمويل

المعونات الإنسانية" بتنظيم من مؤسسة ديتشلي وأوكسفام.

جمع المؤتمر واضعي استراتيجيات من القطاع الاجتماعي ومانحين ومسؤولي سياسات ومبتكرين من القطاع الخاص، لتحديد مجالات التمويل، واستراتيجياته اللازمة لحل مشكلة النقص الحاد في تمويل المساعدات المخصصة للأزمات الإنسانية، لا سيما وأن هذا النقص قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة، وتدهور كثيراً نتيجة لجائحة "كوفيد-19" وتغيّر المناخ.

وأثْرت المؤتمر المداخلات ووجهات النظر المتنوعة التي قدمها الخبراء المشاركين، ومنهم مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، والشريف سير ألوك شارما، عضو برلمان المملكة المتحدة ورئيس مؤتمر "كوب26".

وقال بدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والممثل الخاص للأعمال والعمل الخيري لدى مؤتمر كوب28 في كلمته الافتتاحية إن نسبة النداءات الإنسانية التي مولها قطاع الأعمال لم تتجاوز 8% في السنوات القليلة الماضية وهذه حقيقة مؤسفة فعلاً ، ولكن إن أخذنا بعين الاعتبار أن فكرة المساهمة بالمجال الإنساني قد تبدو للأعمال مجازفةً كبيرة وأن المنظومة بأكملها شديدة التعقيد وأن جدوى هذه المساهمة على المدى البعيد غير واضحة سنجد أنه من غير المفاجئ أن تعزف الكثير من الشركات والأعمال عن الانخراط في هذا المجال و هذا واقع من الضروري جداً أن يتغير وأن يحدث هذا التغيير بسرعة فائقة لنتدارك العجز المتفاقم في الاستجابة للاحتياجات ونجد حلاً له.

وألقت النقاشات الضوء على الحاجة المتزايدة للمعونات الإنسانية في ظل الأزمات العالمية والمناخية المستمرة خاصة وأن التمويل اللازم للتعامل مع أزمة المناخ بات الآن ثمانية أضعاف ما كان عليه منذ 20 عاماً إضافة إلى ذلك فقد ارتفع مستوى الحاجة إلى المعونات الإنسانية إلى 340 مليون فرد في 2022 وهو رقم خيالي وارتفاع بأكثر من 300% على مدى السنوات العشر الماضية وفي نفس الفترة بلغت قيمة التمويل اللازم للاستجابة للنداءات الإنسانية 48.7 مليار دولار أمريكي ما حدا بالنقص بالتمويل إلى 33.7 مليار دولار أمريكي.

وأكد بدرجعفر وهو عضو معين في لجنة الأمم المتحدة رفيعة المستوى بشأن تمويل المساعدات الإنسانية وعضو في مجلس المشرفين على لجنة الإنقاذ الدولية وجودَ اعتقاد خاطئ بأن المؤسسات الخاصة لا تجني أي فائدة فعلية تُذكَر من تمويل المعونات الإنسانية وأنه على الأعمال والشركات أن تدرك أن من واجبها المساهمة في بناء مجتمعات مرنة وأن التزامها بتحسين سلامة المجتمعات الضعيفة وأمنها واستقرارها لا بد من أن يخدم المصالح التجارية لهذه الأعمال على المدى البعيد لافتا إلى إن الاستثمار في جهود الاستعداد للأزمات هو استثمار متوسط الأمد قليل التكلفة نسبياً يعزز مرونة المجتمعات المحلية ويدعم استدامة اقتصاداتها.

وتحدّث القادة التنفيذيون خلال المؤتمر عن خبراتهم وآرائهم بخصوص النماذج والموارد التمويلية الجديدة والإصلاحات الهيكلية اللازمة والشراكات ما بين القطاع الخاص والحكومي والمنهجيات التمويلية المشتركة المبتكرة التي تضمن مساهمة جميع الأطراف في المساعي الإنسانية من جهة ووصول آثارها إلى جميع الفئات والمجموعات المحتاجة.

وطُرحت خلال النقاش مقترحات لحل مشكلة النقص في التمويلات الإنسانية مثل التركيز على تحسين سبل توصيل المعونات والحرص على تحقيق أفصل النتائج منها عن طريق التمويل المخصص والمعونات المالية المرنة وبرامج المساعدات النقدية واسعة النطاق مع تحسين منهجيات تحقيق الشفافية والمساءلة.

ومن المتوقع أن تنبثق من المؤتمر خطة عمل توجه الشراكات والجهود الجماعية المستقبلية ما بين المنظمات في جميع أنحاء العالم لإيجاد حلول مستدامة طويلة الأمد لمشكلة النقص المتفاقم في تمويل المساعدات الإنسانية.